هذا المبدأ هو الأساس الطبيعي للكون الذي نعيش به وفيه, إنه الأساس الطبيعي لكل الوجود المادي, سواء كان على شكل سيارة أو جسم بشري أو ورقة نقدية, كلها وجميعها تخضع لهذا المبدأ. وبفهمنا لهذا المبدأ, سيتحول ويتغير فهمنا آنياً للعالم المادي الذي نعيش فيه, وموقفنا العقلي لن يكون كما هو. فمبدأ كل الاحتمالات يقول: أن الكون الذي نعيش فيه هو حقل لكل الإحتمالات, كل شيء في هذا الكون يحتمل أن يكون في كل الحالات, وهو تفعيل لما نلاحظه, وهو يعني ببساطة أن كل شيء مادي أتى للوجود فقط بسبب ملاحظتنا له, وعندما نسحب ملاحظتنا هذه يصبح الأمر إحتمال.
فمثلاً: الغرفة التي تعيش فيها جاءت للوجود فقط لأنك تنظر اليها, وفي اللحظة التي تبعد إنتباهك عنها ستختفي فجأة, إنها الحقيقة. العلماء أثبتوا ذلك وقالوا أن هذا حقيقي, فحيث أن كل شيء في الكون متكون من جزيئات الذرة, وهي أساس كل تشكيلات بناء الكون, فإن الشيء الغريب في هذه الجزيئات أنها لم تشاهد مطلقاً ونحن نعرف وجودها من خلال ملاحظة ما يتخلف عنها الشيء الآخر المهم عنها. هي أنها توجد فقط عندما نلاحظها, فعندما نضع إنتباهنا عليها, تظهر كفعل في الفراغ الزمني.
أصبح واضحاً أن كل شيء لا يحتمل وجوده بدون الملاحظة والإنتباه, فهذا الكون حقل لكل الإحتمالات. ولكن ما تأثير هذا المبدأ علينا؟ إنه يفعل كل شيء فينا, بسبب أن كل ما نطلبه هو أيضاً إحتمال أو إمكانية. كل ما نطلبه وليس مهماً إن كان سيارة أو صحة للجسم أو محبة في علاقة إلهية, كلها تدخل في هذا الحقل من الإمكانيات التي نسميها الكون, فنحن نأتي بها للحقيقة من خلال قانون الجذب. ولنتذكر أن كل شيء يمكن وجوده يوجد الآن, حتى تصور العيش في حياة الثروة وإختبار الغنى الغير محدود, هي موجودة مسبقاً في هذا الحقل لكل الإمكانات والإحتمالات جيء بها للحقيقة من خلال قانون الجذب. ولنتذكر أن كل شيء يمكن وجوده, وسبب عدم رؤيتنا لها أو اختبارنا لها هو بسبب أننا لم نعيرها الإنتباه والتركيز الكافي. وفي اللحظة التي نبدأ بوضع التركيز والإنتباه عليها, يقوم الكون بالبدء بجلبها لحقيقتنا. فالكون متحرك وهو يتبع تعليماتنا بدقة وإلتزام, لذا علينا أن نكون حريصين على الكيفية التي نعطي بها هذه التعليمات. فالطريقة الوحيدة التي نوصل تعليماتنا من خلالها للكون هي ذبذباتنا, فعلينا أن نكون حساسين جداً في الكيفية لتشكيل ذبذباتنا, فذبذباتنا محددة بإنتباهنا في اللحظة الحالية وفي الوقت الذي نلاحظ ذبذباتنا بأنها ليست متناغمة مع ما نرغب بإيجاده, علينا أن نقوم بتغيير تركيزنا. فالكون يتبع تعليماتنا تماماً وسيان عنده ان كانت جيدة أو سيئة, لذا علينا أن نكون حساسين لهذه الذبذبات لحظة بلحظة, وهذا هو مفتاح هذا الدرس.
ولتطببق هذا المبدأ: من هذا اليوم علينا أن نمرن عقلنا ليرى الأشياء بشكل مختلف, مهما كان الشيء الذي نراه, علينا أن لا نراه على أنه جماد وصلب, لنذكر أنفسنا أن هذا حدث لفراغ زمني أتى للوجود من خلال ملاحظتنا.
لنراقب انتباهاتنا لحظة بلحظة, لنبقي إنتباهنا وتركيزنا على ما نريد تحقيقه, ولنعرف أن الكون يعمل حتماً على جلب ما نريد إلى حقيقتنا.
لنذكر أنفسنا بشكل متكرر وقدر الإمكان يومياً, بأن كل ما يمكن أن يوجد يوجد الآن في اللحظة الحالية, فنحن نقرر ما نطلبه الآن من خلال تحويل إنتباهنا وتركيزنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
قم بالتعليق باستخدام النموذج أدناه (أو عن طريق نافذة النموذج المنبثقة)