بداخل كل منا قدرة الكون كله لتظهير وجذب كل ما نحتاجه أو نطلبه. فنحن لسنا مجرد شكل مادي أو مجرد هذا الجسم فقط, هناك شيء ما فينا مخفي وهو أبدي وخالد لنسأل: هل أنت جسم مع روح, أم روح مع جسم؟ بالتأكيد أنت روح مع جسم, نحن لسنا فقط الجسم الذي يمكن أن يرى ويلامس, نحن أكثر من هذا بكثير, بداخلنا هناك شيء أبدي, لم يولد ولا يموت, إنه الروح أو النفس العليا.
هل سألت نفسك يوماً: من أين أتينا, من خلق هذا العالم المادي الذي نعيش فيه؟ عندما نرى شجرة أو زهرة عقلنا المنطقي يخبرنا أن هناك شيء في الشجرة والزهرة يخلق الشجرة, نذهب لنبحث, وعندها نجد أن الأشجار أتت من بذرة صغيرة, وعندما نعرف أن الإجابة متضمنة في البذرة, نفتح البذرة لنرى مادة بنية, نضعها تحت المجهر لنرى جزيئات, ثم نرى بعض الذرات, وفي النهاية نضعها تحت مجهر أكبر وأعظم لنكتشف بأن لا وجود لجزيئات هناك, هناك فقط طاقة تأتي وتذهب, كم هذا مدهش, نحن نحاول أن نجد شيئاً ما خلق الشجرة, وفي النهاية نكتشف أنه لا شيء!!!!
إنه اللاشيء أو اللا مادة التي خلقت الشجرة, وهي ليست فقط من خلق الشجرة, ولكن من خلق جسمنا أيضاً, نحن جئنا من عالم اللاشيء. في البداية, هناك فقط طاقة, وهي أساس ومصدر نفسنا, وهي نفسنا العليا, وهي أيضاً حقل الخلق والتظهير. كل شيء في هذا العالم المادي جاء من نفس الحقل الطاقي, وهو نفس الحقل الذي خلق الغابة والمجرات والنجوم, هو نفسه من خلق الجسم البشري, هذا هو مصدر الخلق أو مصدر التظهير, مهم جداً أن نعرف أننا من نفس المصدر وأننا عملياً المصدر نفسه.
مهم أيضاً أن نتحقق بأن مصدر الطاقة بدون إتجاهات, بدون حدود ومتلازم. لقد كنا نفكر أننا منفصلين كجنس بشري, وفي الحقيقة كلنا في الواحد, والوجود الكوني هو واحد لكي تفهم جيداً نفسك العليا, عليك أن تكون حذراً من حقيقة فهم أنك جسمين: جسم مادي وجسم لا مادي. هذا الجسم اللامادي هو نفسك العليا, وهي نفسك الحقيقية, إنها أبدية ولا تموت. توقف قليلاً واسأل نفسك: من الذي يقرأ؟ من الذي يلاحظ, ومن الذي يفكر, من هو هذا, أنا الذي بداخل هذا الجسم, هذا الجلد وهذا العظام؟ وعندما تكتشف هذا الأنا, ستعرف أن هذا هو نفسك الحقيقية, إنها نفسك العليا.
لكي تفهم نفسك العليا بعمق أكثر, عليك أن تكون متيقظاً بأنك لست من يلاحظ, أنت الملاحظ, هذا الذي يلاحظ بداخلك هو سبب كل شيء تلاحظه, إنه الأصل في كل شيء, إنه مصدر الخلق.
عندما تأتي لتفهم أنك ومصدر الطاقة واحد, ستكون قد بدأت بالتحقق في أنك الخالق لحياتك, أنت بدأت تعرف أن أي شيء يمكنك تخيله, يمكنك خلقه, حيث أن مصدر الطاقة بدون إتجاهات, وبدون حدود, فأنت متصل بكل شيء في الكون, أنت متصل بكل شيء من خلال حقل الطاقة هذا. الأمر إذن هو: في المستوى الطاقي, كلنا متصلين ببعضنا, نحن وكل ما نطلب على إتصال وتواصل.
الآن أتينا لنتحقق بأن كل ما نطلبه هو موجود مسبقاً. كشكل من الطاقة في محيط هائل من الطاقة في مصدرها, وما نحتاج عمله هو أن نجذب هذه الطاقة ببساطة من خلال إرسال نفس ذبذباتها, وبمجرد أن تفعل ذلك ستكون طلباتك مضمونة لتراها في حياتك, وإذا لم يحصل ذلك, فإن هذا يعني فشل قانون الكون.
هذه الكلمات توجز عملية وجود التظهير, وهي المعنى الحقيقي للنفس العليا, المطلوب ترديدها مرات عديدة حتى يمكن تذكرها: التظهير ليس حول الحصول على أشياء غير متوفرة هنا, إنه حول جذب ما هو موجود مسبقاً هنا, وهو جزء منا في مستوى الروح.
كيفية وضع هذا المبدأ في التطبيق:
كن كملاحظ, وبثبات لاحظ أفكارك, إنتبه للنفس المخفية فيك, إسأل نفسك كل الأوقات, من الذي يفكر, من الذي يلاحظ, وستتحقق من نفسك العليا.
في أي وقت تشعر بالشك, بالتوتر والقلق, ذكر نفسك بأنك ومصدر الطاقة واحد, وطلباتك ستأتي لك في المستوى الطاقي من خلال القانون الكوني الذي لا يمكن كسره, ردد: مأ أريده هو يريدني أيضاً.
شاهد العالم كواحد, الطاقة تجري من خلالك لتسري في كل شيء, شاهد كل شيء كجزء منك, أرفض أن تضع أي شخص فوقك أو تحتك, وبدل ذلك شاهد الجميع مثلك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
قم بالتعليق باستخدام النموذج أدناه (أو عن طريق نافذة النموذج المنبثقة)